على يد عامل النظافة التونسي هذا.. تتحول النفايات إلى أعمال فنية

على يد عامل النظافة التونسي هذا.. تتحول النفايات إلى أعمال فنية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من عامل نظافة ذهبي اللون إلى مجسمات ضخمة لمختلف الحيوانات، تتواجد داخل ورشة التونسي كمال الزغيدي العديد من المنحوتات الجميلة التي من الصعب التصديق أنها صنعت من نفاياتٍ أُعيد تدويرها. ما هي رسالته؟  

اكتشف عامل النظافة التونسي كمال الزغيدي، المقيم في مدينة المنستير الساحلية، حبه للنحت عندما شارك في ورشةٍ لصناعة الدمى العملاقة بعنوان "المنستير عاصمة عالمية للعرائس" في العام 2015، فقال في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "لقد أصبحت مدمناً على صنع المجسمات".

التونسي كمال الزغيدي في أثناء نحت عمل فني.

وأما عن استخدامه للنفايات في صناعة أعماله الفنية، فشرح الزغيدي أنها في البداية كانت ضرورة أكثر من كونها مجرد خيار، وذلك بسبب إمكانياته المادية "المحدودة جداً" والتي لا تسمح له بشراء ما يستلزمه من الأدوات والمواد.

ولكن من حسن حظه، كانت المواد الأساسية اللازمة لصنع منحوتاته مثل ورق الجرائد متوفرة بكثرة، ويستخدم التونسي العديد من المواد الأخرى أيضاً مثل الخشب، والحديد، والقماش.

وتأتي الكثير من منحوتاته على أشكال حيوانات، وذلك بسبب رغبته في تنظيم معرض مخصص للأطفال في المستقبل لتوعيتهم بشأن أهمية المحافظة على البيئة والأماكن العامة، إذ يرى الزغيدي أن عقلية المجتمع "تبدأ من الطفولة.. ويجب أن نغرس فيهم الكثير من القيم التي فرّطنا فيها".

وذلك بالإضافة إلى تسليط الضوء على جوانب أخلاقية أخرى مثل التسامح وقبول الآخرين مهما كان اختلافهم.

ومن خلال أعماله المخصصة "لجيل المستقبل"، يتردد صدى الرسائل الهادفة للرسوم المتحركة التي تربى عليها جيل الزغيدي مثل "افتح يا سمسم"، والتي تختلف عن الأفلام المتحركة المعروضة اليوم، والتي "تركز على العنف" بحسب ما يذكره.

ويتبيّن شغف الزغيدي في النحت من خلال إقامته في الورشة التي وفرتها له بلدية المنستير لمدة قد تصل إلى 4 ساعات في اليوم، فهي طريقة له للراحة النفسية بعيداً عن المشاكل الشخصية والسياسية.   

ويصف الزغيدي أعماله بـ"مشاريع ثقافية" لا يطمح إلى بيعها، وقام بالفعل برفض بعض العروض التي اقترحها أشخاصٍ تقدموا إليه بهدف التجارة.

ومن قرابة 20 منحوتة صنعها التونسي إلى الآن، استقطب آخر مجسم له لعامل نظافة ذهبيّ اللون على الكثير من الاهتمام. ومن خلال هذه المنحوتات، يسعى الزغيدي إلى تغيير "النظرة الدونية" التي يوجهها المجتمع لعمال النظافة رغم أهميتهم، ويرمز لونه إلى "قيمته الذهبية" في المجتمع.