قضية خاشقجي..هل انها ستحدد مصير ابن سلمان؟

قضية خاشقجي..هل انها ستحدد مصير ابن سلمان؟

العالم - تقارير

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهده بكشف "الحقيقة الكاملة" بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، موضحا أنه سيدلي بتصريح جديد بشأن هذه القضية وصرح أردوغان في تجمع في اسطنبول "نحن نبحث عن العدالة هنا وسيتحقق ذلك في الحقيقة الكاملة وليس من خلال بعض الخطوات العادية، ولكن في كشف الحقيقة الكاملة".

 ونقلت قناة الجزيرة أن أردوغان سيعلن تفاصيل قتل خاشقجي غدا الثلاثاء. وقال أردوغان: “لماذا جاء 15 شخصا إلى تركيا؟ ولماذا تم اعتقال 18 آخرين؟ ينبغي الإفصاح عن جميع تفاصيل هذه الأمور، وسأتحدث عنها بشكل مختلف جدا خلال خطابي أمام الكتلة البرلمانية، وسأخوض في التفاصيل حينها”.

 ونقلت الجزيرة عن مراسلها في تركيا ان النيابة العامة التركية استجوبت امس 25 موظفا من العاملين في قنصلية السعودية؛ وذكرت صحيفة "الصباح" التركية أن نيابة إسطنبول استمعت لإفادات هؤلاء ومن بينهم سائق القنصل العتيبي، من أصل 45 موظفا.

أردوغان لن يتستر على أصغر التفاصيل

وقال قالين في مؤتمر صحفي من أنقرة: "سيكون نهج أردوغان واضحا ولن يتم إخفاء أي شيء"، مضيفا "بشكل عام سنقوم بالإفصاح عن كل شي  في هذه القضية ولن نقوم بالتستر أو إخفاء أية تفاصيل مهما كانت صغيرة".

ولفت المتحدث التركي إلى أن "المسؤولين السعوديين يتحملون مسؤولية كبيرة في الكشف عن الحقيقة في القضية"، مضيفا أن "التحقيق يهدف إلى الكشف عن جريمة قتل مشينة".

ورفض مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، تأكيد السعودية بأن الصحفي جمال خاشقجي قتل في شجار داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

الرواية السعودية حول مقتل خاشقجي تحوي على خداع وأكاذيب

وتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصريحاته السابقة الداعمة للرواية السعودية حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول وقال ان هذا الرواية تحوي على خداع وأكاذيب.

وأضاف ترامب في حديث هاتفي إلى صحيفة "واشنطن بوست"، أن هناك تخبطاً في التفسيرات السعودية لمقتل خاشقجي، وقال: "يبدو أنه كان هناك خداع وكانت هناك أكاذيب".

السعودية حليف مهم جداً لأمريكا

وفي الوقت نفسه، كرر ترامب موقفه بأن السعودية حليف مهم جداً لأمريكا، لا سيما في ظل أنشطة إيران بالمنطقة والعالم، وأبقى الباب مفتوحا إزاء إمكانية ألا يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان متورطاً في القضية.

وأوضح الرئيس الأمريكي: "لم يقل لي أحد إنه مسؤول، كما لم يقل لي أحد إنه غير مسؤول عما جرى، لم نصل بعد إلى هذه النقطة".

نصيحة صهر ترامب إلى محمد بن سلمان

وقال كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، إن الولايات المتحدة لا تزال في مرحلة "تقصي الحقائق" بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وردا على سؤال حول مصداقية التحقيق السعودي حول القضية، قال كوشنر لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، "إننا نحصل على الحقائق من أماكن متعددة".

وأضاف "إدارة ترامب لا تزال في مرحلة تقصي الحقائق. كما أن ترامب وبومبيو سيقرران المسار بعد معرفة الحقائق بشأن قضية خاشقجي"، مؤكدا أن السعودية حليف مهم.

​وتابع "طالبت ابن سلمان بالشفافية حول مقتل خاشقجي واتخاذ الأمر بجدية".

مقتل خاشقجي جريمة خطيرة

ووصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، بأنه "جريمة خطيرة".

وقال لودريان في المؤتمر الصحفي: "مقتل خاشقجي جريمة خطيرة، وينبغي الوصول إلى كبد الحقيقة".

ورد وزير الخارجية الفرنسي على سؤال إن كان فرنسا يمكن أن تتخذ قرار مثل ألمانيا بشأن وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، قال لودريان: "أي رد سيظهر بصورة واضحة، بعد إثبات الحقيقة".

قضية خاشقجي جريمة قتل معقدة تم التخطيط لها بوحشية

واستنكر المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية"، الحاكم في تركيا، ما أسماه "مزاعم حدوث مفاوضات بين تركيا والمملكة العربية السعودية حول قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي" وقال إن "مزاعم حدوث مفاوضات بين تركيا والسعودية بشأن خاشقجي غير أخلاقية".

وأضاف المتحدث، عمر جليك، "قضية خاشقجي جريمة قتل معقدة تم التخطيط لها بوحشية"، لافتا إلى أن "الكشف عن حقيقة مقتل خاشقجي مسؤوليتنا".

وتابع "ستظهر نتائج التحقيق ويحاسب المسؤولون، بحيث لن يفكر أحد مرة أخرى بارتكاب مثل هذه الجريمة".

جمال خاشقجي "المزيف"!

وفي هذا السياق سلطت تقارير إعلامية الضوء على العنصر الأمني السعودي مصطفى المدني، وهو أحد أفراد الطاقم الاستخباراتي الذي وصل تركيا وتورط في قضية مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي.

و ظهر مدني في مقطع فيديو نشرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، محاولاً التمويه والتغطية على مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية.

وكان مسؤول سعودي قال لرويترز إن مصطفى مدني  ارتدى ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الأبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجه مدني إلى منطقة السلطان أحمد الشهيرة باسطنبول حيث تخلص من المتعلقات.

ويبلغ مدني من العمر 57 عاماً وتقول التقارير إنه بسبب الشبه بينه وبين الصحفي خاشقجي في بعض التفاصيل الجسدية، جرى اختياره ضمن فريق نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري المؤلف من 15 فرداً من الاستخبارات والأمن، وتم تكليفه بالذهاب إلى اسطنبول.

وحسب التفاصيل التي أوردتها شبكة “سي إن إن” بشأن مصطفى مدني، فإن الأخير لم يغير الحذاء الرياضي الأزرق الداكن الذي دخل به إلى القنصلية قبل ساعات من مقتل خاشقجي الذي ارتدى لحظة دخوله حذاء رسمياً.

ضرورة استبدال الملك سلمان لنجله محمد بن سلمان

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقال رأي للبروفيسورة السعودية، مضاوي الرشيد، أشارت فيه إلى ضرورة استبدال الملك سلمان لنجله محمد بن سلمان من أجل إنقاذ سمعة السعودية وتفادي تحولها إلى دولة منبوذة على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وقالت الرشيد في مقالها إنه بسبب تهور ولي العهد، محمد بن سلمان، بدءا من الحرب الوحشية التي يشنها في اليمن وصولا إلى خلافاته مع كندا، وآخرها قتل الصحفي جمال خاشقجي، بات هناك خطر كبير في أن تصبح المملكة العربية السعودية دولة منبوذة. ويدرك الوسط الملكي في الرياض، بما في ذلك الملك سلمان بن عبد العزيز، أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر. وإذا كان هؤلاء أذكياء حقا فسيتخذون إجراءات حاسمة.

وأفادت أنه ينبغي للملك سلمان، أولا، عزل الأمير محمد بن سلمان من منصبه، والاعتراف بشكل صريح بعملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، بالإضافة إلى مواجهة كل العواقب. أما لاحقا، وإذا أرادت السعودية أن تصبح عضوا يحظى بالاحترام بالفعل في المجتمع الدولي، فيتوجب عليها اتخاذ خطوات حاسمة كي تغير نظام حكمها إلى نظام ملكي دستوري.

وأوردت الرشيد أن مجرد التفكير في أن الملك سلمان سيستبدل ابنه محمد بن سلمان بولي عهد آخر أقل فسادا، قد يبدو أمرا غير واقعي، لكنه يظل متوقعا باعتبار أنه حدث في السابق. وفي حال كان الملك يريد فعلا استبعاد ولي العهد، فلن يكون ذلك صعبا ولن يكون موضع جدال أيضا.

سيناريوهات تعامل ابن سلمان مع الأزمة

و وضع المغرد الشهير “مجتهد” تصورا لما بعد اعتراف السعودية بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول، وخطط ولي العهد التي ربما يلجأ إليها قريبا للتنصل من هذه القضية التي غدت أزمة دولية كبرى.

وتساءل “مجتهد” في تغريدة له رصدتها (وطن) على حسابه بتويتر حيث يتابعه أكثر من 2 مليون شخص:”ماذا سيقول ابن سلمان؟ هل سيطلب من الملك ان يعفيه حتى لا يكون سببا في إحراج الدولة؟ ثم يرفض الملك (بالطبع هو الذي يرفض باسم الملك) فيبقى في منصبه؟”

وتابع طارحا فرضية أخرى:”أم يصر أنها مؤامرة على الوطن وعلى الشعب أن يقف مع قيادته لمواجهتها ويحذر من التساهل في الوقوف مع الوطن؟”

واختتم المغرد الشهير تغريدته بفرضية ثالثة قد يلجأ إليها ابن سلمان:”أم يقدم حزمة أكاذيب أخرى؟”