مفوضة حقوق الإنسان تقود الدعوة إلى تحقيق المساواة العالمية في الحصول على لقاحات كوفيد-19

مفوضة حقوق الإنسان تقود الدعوة إلى تحقيق المساواة العالمية في الحصول على لقاحات كوفيد-19

أخبرت شخصيات أممية بارزة مجلس حقوق الإنسان، اليوم الخميس، بأن الإخفاق العالمي في توفير ما يكفي من لقاحات كوفيد-19 إلى البلدان النامية "يطيل أمد الجائحة" ويسبب عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تجنبها، أسبوعيا.

حتى الآن، تم طرح أكثر من 10.5 مليار جرعة لقاح على مستوى العالم، "ما يكفي لحماية سكان العالم بأسره من الأعراض الشديدة ودخول المستشفيات والوفاة"، وفقا للمفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت.

على الرغم من هذا الإنجاز، قالت السيدة باشيليت في رسالة بالفيديو إن "الحقيقة المرة" تتمثل في تطعيم حوالي 13 في المائة فقط من الناس في البلدان منخفضة الدخل، مقارنة بنحو 70 في المائة في البلدان ذات الدخل المرتفع.

60 ألف حالة وفاة أسبوعيا

بدوره، ضم د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية صوته إلى الدعوة لتبني استراتيجيات فعالة لمعالجة عدم المساواة في اللقاحات، محذرا من أن التقاعس عن العمل يهدد بمعاقبة الأشخاص والبلدان الأكثر ضعفا على كوكب الأرض.

وقال الدكتور تيدروس:

"نحن نمر بمنعطف تاريخي. نملك الأدوات اللازمة لإنهاء المرحلة الحادة من الجائحة، إذا استخدمناها بشكل صحيح وشاركناها بإنصاف. لكن التفاوتات العميقة تقوض تلك الفرصة."

وأضاف أن البلدان ذات معدلات التطعيم العالية بدأت بالتخفيف من إجراءات الإغلاق ورفعها بينما تُركت بلدان أخرى بمعدلات تطعيم واختبار منخفضة. "والنتيجة هي أكثر من 60 ألف حالة وفاة في الأسبوع، إلى جانب زيادة خطر ظهور متغيرات جديدة ".

التضامن مع أوكرانيا

وعلى خلفية الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا، والقصف المميت لمستشفى أطفال في ماريوبول، يوم الأربعاء، أعرب الدكتور تيدروس عن تضامنه مع العاملين الصحيين الأوكرانيين.

"يعاني النظام الصحي في أوكرانيا من تداعيات كوفيد-19 وانخفاض خطير في الأكسجين والإمدادات الطبية أثناء دوران رحى الحرب من حولهم. تقدم منظمة الصحة العالمية الأكسجين والإمدادات الطبية الأخرى التي تشتد الحاجة إليها، كجزء من حزمة المساعدات الإنسانية التي تقدمها. أكرر أن الهجمات على المستشفيات والعاملين في المجال الطبي ووسائل النقل الطبي محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي؛ أي هجمات من هذا القبيل هي انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف ".

عاملة صحية تحمل إمدادات طبية للوقاية من فيروس كورونا في مخيم للاجئين الأوكرانيين على الحدود مع مولدوفا.

© WHO

عاملة صحية تحمل إمدادات طبية للوقاية من فيروس كورونا في مخيم للاجئين الأوكرانيين على الحدود مع مولدوفا.

 

قرار تاريخي

تأتي المناقشة في مجلس حقوق الإنسان عقب اعتماد قرار تاريخي، في آذار/مارس، تقدمت به أذربيجان وإكوادور يدعو إلى الوصول العادل والميسور والشامل إلى لقاحات كـوفيد-19 لجميع البلدان، في وقت عجزت فيه المنظمات الدولية الأخرى عن "الوصول إلى توافق في الآراء" بشأن هذه المسألة، وفقا لرئيس مجلس حقوق الإنسان، الأرجنتيني، فيديريكو فيليغاس.

وأقرت السيدة باشيليت قائلة: "لقد كان العالم محظوظا للغاية لأنه طور لقاحات فعالة ضد كوفيد-19 بوتيرة غير مسبوقة. لقد أنقذ العلم حياة الملايين وسبل عيشهم. لكننا فشلنا في إدارة اللقاحات بطريقة عادلة ومنصفة. في الوقت الحالي، يطيل هذا الفشل أمد الجائحة."

إحراز تقدم بشأن مرفق كوفاكس

واعتمادا على مبادرة كوفاكس التي أطلقتها الأمم المتحدة لمساعدة الدول الأكثر فقرا في العالم على تلقي جرعات لقاح كوفيد-19 المنقذة للحياة، أقرت المفوضة السامية بإحراز "بعض التقدم مؤخرا" في سد فجوة المساواة في الحصول على اللقاحات.

لكنها شددت على أن المجتمع الدولي بحاجة إلى "تسريع هذه الجهود من خلال دعم مرفق كوفاكس لضمان وصول اللقاحات، في الوقت المناسب، وبشكل فعال ويمكن التنبؤ به، إلى جميع البلدان. لم يعد لدينا عذر في العالم المتقدم بأن قيود الإنتاج تحد من كرمنا، حيث تشير التقارير إلى أن عشرات الملايين من اللقاحات الزائدة تنتهي صلاحيتها دون استخدام."

يتم إعطاء لقاحات كوفيد-19 في المجتمعات المضيفة للاجئين مثل فورت بورتال في أوغندا.

© UNICEF/Maria Wamala

يتم إعطاء لقاحات كوفيد-19 في المجتمعات المضيفة للاجئين مثل فورت بورتال في أوغندا.

 

السنة الثالثة للجائحة

ومع دخول العام الثالث من كوفيد-19، أكدت المفوضة السامية على الحاجة إلى مزيد من التعاون بين الدول لوقف الجائحة بسرعة.

"نحن نقف على مفترق طرق. عدم المساواة مقابل الحق في التنمية. القومية ضد التضامن الدولي.. تأخر التطعيم قد يعني ضياع عقد من التنمية. نحن نجازف بفقدان جيل كامل من الشباب بسبب ضعف التعليم والبطالة. ستصبح البلدان أقل مقاومة للأزمات والصدمات الجديدة."

وأضافت تقول: "كما أن الاستياء الناجم عن العواقب المترتبة على حقوق الإنسان نتيجة للتدابير ذات الصلة بالجائحة، يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوترات المجتمعية والعنف، والتي تتزايد في جميع أنحاء العالم".

السيدة عطية وارس، الخبيرة المستقلة المعنية بآثار الديون الخارجية والالتزامات المالية الدولية الأخرى ذات الصلة للدول على التمتع الكامل بجميع حقوق الإنسان، كانت أيضا حاضرة أيضا في نقاش مجلس حقوق الإنسان.

وقالت إن اتخاذ إجراءات لوقف التدفقات الضريبية غير القانونية وممارسات التهرب الضريبي سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح بشأن المساواة في اللقاحات.

الثغرات الضريبية

وأفادت شبكة العدالة الضريبية وهي تحالف منظمات المجتمع المدني، في تقريرها لعام 2021، أن "الدول تخسر ما مجموعه 483 مليار دولار من الضرائب سنويا بسبب انتهاكات الشركات والأثرياء. لذا، فهي قضية جماعية إلى حد كبير.

كان هذا المبلغ كافيا لتحصين سكان العالم بشكل كامل ضد كوفيد-19 أكثر من ثلاث مرات.

كان بإمكاننا تجنب خسارة الآلاف من الأرواح والآثار الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة وما زلنا نرى أن هذا بعيد المنال بالنسبة لغالبية العالم

وانتقدت الخبيرة المستقلة أيضا "التأخيرات في رفع حماية حقوق الملكية الفكرية، وفي تقاسم التكنولوجيا والمعرفة... وقد استفاد البعض من التأخيرات، ولكنها كانت على حساب معظم الناس."

وقالت إن هذه الجهات "ضمنت أرباحا بمليارات الدولارات لحفنة من الشركات وأعاقت تطوير استجابات تصنيعية محلية وأكثر فاعلية كان من الممكن أن تصل إلى تلك الاستجابات بشكل أسرع بكثير."

وقالت الخبيرة المستقلة إن هذه العوائق وغيرها تركت العاملين الصحيين الرئيسيين بدون حماية من الجائحة، على الرغم من تطوير لقاح كوفيد-19 في غضون 326 يوما فقط من انتشار الفيروس.

"بعد التطوير الناجح للقاحات في بعض أجزاء العالم قبل بضع سنوات، كان من الممكن عمل الكثير لضمان تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص المعرضين للخطر في البلدان النامية بسرعة. وهذا لم يتم. كان بإمكاننا تجنب خسارة الآلاف من الأرواح والآثار الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة وما زلنا نرى أن هذا بعيد المنال بالنسبة لغالبية العالم."

عامل طبي يتخلص من حقنة لقاح كوفيد-19 مستخدمة في حاوية.

© UNICEF/Vinay Panjwani

عامل طبي يتخلص من حقنة لقاح كوفيد-19 مستخدمة في حاوية.

 

قضية الملكية فكرية

فيما يتعلق بالمسألة الشائكة المتمثلة في تقاسم حقوق الملكية الفكرية للقاحات كوسيلة لزيادة الإنتاج في جميع أنحاء العالم، أكد الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأدوية الصيدلانية (IFPMA) على أن الوضع لم يكن واضحا للغاية:

وقال توماس كويني، المدير العام للاتحاد:

"لقد رأينا بعضا من أكبر الشركات المصنعة المتعاقدة تكافح من أجل التوسع بنجاح. ما أسمعه من أصدقائي من مصنعي اللقاحات في البلدان النامية ومصنعي اللقاحات المبتكرين هو أننا شهدنا شراكات غير مسبوقة، وأكثر من 370 ترخيصا طوعيا، ونقلا للتكنولوجيا ".