شهادات أطباء في مستشفى الأمل بغزة: دمار ومعاناة يفوقان التصور
مؤخرا، زارت بعثة أممية مشتركة بهدف إجلاء بعض المرضى وإيصال الإمدادات الطبية والأدوية الحيوية إلى جانب بعض الطعام والماء والوقود إلى المستشفى التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. كما سلمت البعثة إمدادات جراحية طارئة ومضادات حيوية لعلاج ما يقدر بنحو 50 إصابة، كما سلم صندوق الأمم المتحدة للسكان مجموعة من المضادات الحيوية.
البعثة الأممية تكونت من منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ووكالة الأونروا وصندوق الأمم المتحدة للسكان ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وإدارة السلامة والأمن في الأمم المتحدة.
التقت البعثة بالعاملين الصحيين في المستشفى المحاصر ووقفت على حال المرضى والمرافقين بداخله. يقول الدكتور حيدر القدرة مدير مستشفى الأمل: "نحن محاصرون الآن، ولا يستطيع المرضى الوصول إلى المستشفى لأنه لا يُسمح لهم بالسير في الشوارع القريبة من المستشفى. كما أن سيارات الإسعاف لدينا الآن ليس بإمكانها التحرك خارج المستشفى". وأفاد الدكتور حيدر القدرة بانهيار السقف في الطابق الثالث في المستشفى ولم يعد يستقبل المرضى مثلما كان من قبل. "لذلك، سنقوم بإحالة حوالي 35 مريضا من الطابق الثالث إلى مستشفيات أخرى مجاورة".
"معظم المرضى إما ماتوا أو أنهم يعانون"
ونبه الدكتور حيدر إلى تأجيل العديد من الحالات الجراحية، مشيرا إلى مضي خمسة أشهر، بدون إجراء العديد من العمليات الجراحية مثل استئصال الثدي، الغدة الدرقية، "كل هذه العمليات العادية، لم يتم إجراؤها في أي مستشفى. لذا فإن معظم هؤلاء المرضى إما ماتوا أو أنهم يعانون أكثر فأكثر".
وأفاد العاملون في المستشفى أنهم لم يتمكنوا من الخروج من مباني المستشفى منذ شهر وكانوا يخشون على حياتهم، لأن القتال كان يدور حول المنطقة، وتعرض المستشفى للقصف عدة مرات. وقال الدكتور وحيد قديح استشاري الجراحة بمستشفى الأمل: "نحن هنا في مستشفى الأمل ولا يُسمح لنا بالخروج من باب المستشفى منذ 21 كانون الثاني/يناير. وهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها الشمس أثناء زيارتكم لنا في المستشفى".
وتابع قائلا: "نحن باقون هنا لمساعدة المرضى المصابين. لقد قمنا بعملنا، ونجري الكثير من العمليات الجراحية للمرضى المصابين، مثل الجراحة العامة وجراحة العظام. لقد أنقذنا حياة الكثير من المرضى، وفعلنا ما في وسعنا بمرافق محدودة".
"ليس هناك احترام لأي قانون إنساني"
أما الدكتور أثناسيوس جارجافانيس، وهو جراح متخصص في إصابات الرضوح وموظف الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، فيقول إن مستوى الدمار الذي شهده "يفوق التصوره. ومع ذلك، لا يزال هناك مرضى هنا. أولويتنا القصوى هي تحديد عدد منهم وإحالتهم حتى يتمكنوا من مواصلة تلقي الرعاية".
ويقول الدكتور حيدر القدرة مدير مستشفى الأمل إنه ليس هناك "أي احترام لأي قاعدة أو أي قانون إنساني يتعلق بالطاقم الطبي. نشعر أن الحياة صعبة للغاية هنا".
قبل الحرب، كان مستشفى الأمل يضم 100 سرير، وكان يركز على صحة الأم والطفل والقدرة على تلبية الاحتياجات الجراحية والطب الباطني الأساسية. كما كان يقدم أيضا خدمات إعادة تأهيل متخصصة. وقد أدى الدمار الناجم عن قصف الطابق الثالث إلى انخفاض القدرة الاستيعابية إلى ما يقدر بنحو 60 سريرا.
حاليا، هناك 12 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى "يعمل بشكل جزئي"، في غزة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية- ستة منها في الجنوب وستة أخرى في الشمال، بينما لا يعمل 23 مستشفى على الإطلاق.
ونشرت المنظمة 15 فريقا طبيا إضافيا للطوارئ في جنوب غزة بالإضافة إلى أربعة مستشفيات ميدانية بسعة إجمالية تبلغ 305 سريرا. وشددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة إعادة النظام الصحي في غزة للعمل مرة أخرى، تمكين جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية الموجودين هناك من العمل "فهم مدربون ومستعدون للعمل حتى في ظل هذه الظروف".
التعليقات (0)
تعليقات الـ Facebook