قرار أممي: الجمعية العامة تؤكد أهمية الإرادة السياسية في مكافحة الإرهاب

قرار أممي: الجمعية العامة تؤكد أهمية الإرادة السياسية في مكافحة الإرهاب

جدد القرار الالتزام الراسخ بتعزيز التعاون الدولي بشأن منع الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومكافحته، مؤكدا من جديد أن أي عمل إرهابي هو عمل إجرامي وغير مبرر، بصرف النظر عن دوافعه ومكان وزمان ارتكابه وأيا كان مرتكبوه.

وأدان القرار بأشد العبارات الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وجميع الأعمال الإرهابية، بما في ذلك تلك القائمة على أساس كره الأجانب والعنصرية وأشكال التعصب الأخرى، أو باسم الدين أو المعتقد، مع الاعتراف بالتزام جميع الأديان بالسلام.

وأكد القرار العزم على إدانة التطرف العنيف الذي يفضي إلى الإرهاب والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية تنشر الكراهية وتهدد الأرواح. 

وجدد التأكيد أيضا على أن الإرهاب والتطرف العنيف المسببين للإرهاب لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو حضارة أو مجموعة إثنية.

ودعا القرار الدول الأعضاء إلى الامتناع عن حرمان الأشخاص الذين يزعم ارتكابهم أعمالا إرهابية من جنسيتهم بما يتنافى مع الحق في الجنسية على النحو المنصوص عليه في المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

واستنكر القرار بشدة المعاناة التي يسببها الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره لضحايا الإرهاب وأسرهم، معربا عن خالص التضامن معهم، وحث الدول الأعضاء على تزويدهم بالدعم والمساعدة المناسبين.

كما شدد القرار على أهمية بناء قدرة ضحايا الإرهاب وعائلاتهم على الصمود باعتبار أن ذلك يعد جزءا لا يتجزأ من استراتيجية مكافحة الإرهاب.

رسالة مشتركة

وفي كلمته أمام الدول الأعضاء، قال رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشي إن الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب تنطوي على إمكانات تحويلية حقيقية، مبينا أن القرار الذي تم اعتماده اليوم "يوفر إطار عمل" و "يحدد الأدوات الموجودة تحت تصرفنا".

وأضاف أن "المطلوب الآن هو الإرادة السياسية والأخلاقية للعمل معا". وأضاف:

"يجب أن تكون رسالتنا المشتركة للعالم وللجناة أن الأمم المتحدة تقف متضامنة في مواجهة الإرهاب. وأنها تمكنت من اتخاذ خطوة إلى الأمام. الإرهاب ليس مجرد حرب على الناس، بل هو حرب على أفكارنا. دعونا لا نستسلم للانقسام الذي يسببه الإرهاب. دعونا نسمو فوقه".

ويسّر الاستعراض الثامن للاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب كل من الممثل الدائم لتونس لدى الأمم المتحدة السفير طارق الأدب، والممثل الدائم لكندا، السفير روبرت راي.

 الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب

وقد اُختتم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أعمال المؤتمر الثالث رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب والذي عقد ضمن فعاليات الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب الذي يستمر حتى يوم غد الجمعة.

ويشهد الأسبوع إقامة العديد من الفعاليات الجانبية التي تركز على مبادرات خاصة بالركائز الأربع لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، هذا علاوة على الموضوع الرئيسي للمؤتمر الثالث رفيع المستوى لرؤساء الوكالات والهيئات المسؤولة عن مكافحة الإرهاب وهو "التعامل مع الإرهاب عبر تعددية نشطة وتعاون مؤسساتي".

ماذا تعرف عن استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب؟

تم اعتماد استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب بتوافق الآراء عام 2006، حيث اتفقت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لأول مرة على نهج استراتيجي وتنفيذي مشترك لمكافحة الإرهاب.

وتستعرض الجمعية العامة هذه الاستراتيجية كل سنتين، مما يجعلها وثيقة حية تتلاءم مع أولويات الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب.

وتعتبر هذه الاستراتيجية أداة عالمية فريدة لتعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب. وهي تؤكد أن الإرهاب غير مقبول بجميع أشكاله ومظاهره وتدعو إلى اتخاذ خطوات عملية بشكل فردي وجماعي لمنع الإرهاب ومكافحته.